الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

test

الاثنين، 29 مارس 2010

لو كان لك مقعد بين الزعماء العرب..ماذا تقول لهم ؟


محمد علاء الدين - القاهرة

سؤال استوقفني أثناء متابعتي أحداث القمة العربية التي أقيمت مؤخرا في مدينة سرت الليبية تحت إشراف الرئيس الليبي معمر القذافي الذي افتتحها بفقرات رقص شعبي أعد لاستقبال الضيوف في المطار.

القمة التي غاب عنها كثير من الرؤساء العرب الذين لهم دور وباع في المنطقة العربية، القمة التي قيل فيها ما قيل من قبل اللهم بعض الجمل التي قالها رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي للعرب يحثهم فيها على الدفاع عن قضيتهم والتمسك بمبادئهم والإصرار على هويتهم حيث دعا إلى تحالف عربي تركي إسلامي يرد على محاولات المساس بمقدسات الأمة الإسلامية ويبني مستقبلا مزهرا للمسلمين.

أردوغان الذي شن هجوما شرسا على القوات الصهيونية، واصفا - اعتبار القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني- بـ«الجنون»، مؤكدا أن تلك الانتهاكات التي تقام في القدس لا تتلاءم مع القانون الدولي ولا مع القانون الإنساني، معتبرا أنها تنتهك القانون الدولي والتاريخ أيضا.

رئيس الوزراء التركي، الذي قوطع أكثر من مرة بتصفيق حاد من الحاضرين في القاعة، أكد أن «احتراق القدس يعني احتراق فلسطين واحتراق فلسطين يعني احتراق الشرق الأوسط».

ربما استزدت في الحديث عن اردوغان، لكني رأيت انه من الأهمية بمكان ذكر بعض من كلمات هذا الرجل الذي قال كلاما يحمل إستراتيجية رائعة للم شمل العرب ومحاولة إخراجهم من الغيبوبة التي انتابتهم، فلكم احتاج عالمنا العربي إلى مثل ذلك الرجل ومواقفه الرائعة التي هزت الشعوب العربية.

تمنيت لو حضرت تلك القمة لا لتمجيدي لها واعتزازي بها، لكن لأشرف بالاستماع إلى كلام الرجال كاردوغان والنظر لعينه ، فربما أصابتني نفحة من شخصيته وصفاته الجميلة.

فكرت لو كنت هناك بين مقاعد الزعماء...ماذا سيكون حديثي معهم وماذا كنت سأقول لهم، لكني رأيت أن الكلام اختصر في جملة واحدة رفض لساني إعلانها ليس لفظاعتها ولكن لغاية في نفس يعقوب قضاها!!

شاركوني رأيكم وتصوروا معي لو كان أيا منكم بين مقعد من مقاعد الزعماء العرب...ماذا كان قوله ؟

الثلاثاء، 24 فبراير 2009

حوار مع الدكتورة سعاد صالح الداعية الاكثر جدلا






-لا أسعى إلى مشيخة الأزهر والدين لا يمانع في رئاسة المرأة للدولة.
-علاقتي بزوجي عاطفة جميلة انعكست على الأبناء والبيت.
-علاقتي بالفنانين استمالة مني لهدايتهم.
-تحذيرات القرضاوي الأخيرة ليست في وقتها.
-احيي عمرو خالد واحترمه واقدره ودوره هام لنا.
- روتاري والليونز وغيرهما تحمل ورائها رسالة تبشيرية.


واحدة من الدعاة الذين تشكل فتاواهم مادة لجدل أعلى يوما بعد يوم منذ المحاضرة التي ألقتها بمسجد سعد الصغير ووصفها يسرا بالعظيمة إشادة منها بدورها في مسلسل "قضية رأي عام" مرورا بمسالة العذرية والطلاق عبر SMS إلى غير ذلك من المسائل, إنها الداعية الإسلامية الدكتورة سعاد صالح وأستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر التي تحظى بجدل وانتقاد خاصة مطالبة الشيخ يوسف البدري لها بالاستتابة بعد تكفيرها, ما أطلقه البعض أنها لا تصلح للإفتاء مطالبين إياها بتجنب الفتوى, وما أطلقه البعض الآخر من المرأة لا تقل أهمية عن دور الرجال في الدعوة إلى الدين وربما قد يزيد.
تصريحات وفتاوى خاصة وربما لأول مرة تنشر بعد مقابلة للدكتورة سعاد صالح التي أثارت فضولنا وفضول الشارع المصري والعربي والإسلامي مرات عديدة.

القاهرة – محمد علاء الدين.

* سعاد صالح من الشخصيات التي يكثر حولها الجدل والنقد أحيانا والانتقاد أحيانا أخرى هل المسالة متعلقة بمواقف شخصية مع هؤلاء الأفراد والمؤسسات أم المسالة تعود إلى مواقفك وأرائك الدينية؟

اتفق معك في ذلك وارجع ذلك بفضل الله لقوة شخصيتي التي منحني الله إياها وبروزها في السنوات الأخيرة والتي تكاد تكون متساوية مع الأساتذة الرجال إضافة إلى إصداري الفتوى دون الخضوع إلى الميول أو المواقف الشخصية,وأيضا الثقة من الرجال والنساء أصبحت أكثر في الداخل وفي الخارج, فضلا عن أن مبدأي في الحياة قول الله تعالى "يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين" بمعنى أنني لا أخشى إلا الله في أي فتوى أو أي موقف وعندما أرى أي خطا في فتواي فمن شجاعتي أن أتراجع عنها دون الاستشعار بأي نقص أو تقليل من شخصيتي.

* النقاب واحد من جملة المسائل التي نالت نقد الكثيرين جراء هجومك عليه خاصة لفظ "مشمئزة" الأمر الذي أدى إلى اتهامك بالكفر ومطالبتك بالاستتابة من قبل الشيخ "يوسف البدري", لماذا هذا الهجوم وكيف تعاملت مع الشيخ البدري؟

والله النقاب واحد من القضايا التي دخلت بسببها معارك كثيرة بل وأهدر فيها دمي, إلا أنني والحمد لله لم أتراجع عن موقفي بل تلقيت تأييدا من فضيلة المفتي الدكتور علي جمعة, ورئيس جامعة الأزهر الدكتور احمد الطيب ووزير الأوقاف د حمدي زقروق بان النقاب عادة وليس عبادة ولم يرد نصا صريحا في ذلك والإدناء في الآية الكريمة" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" يعني أن زي المرأة المسلمة لا بد أن يعم جسدها بشكل فضفاض ولا علاقة له بتغطية الوجه والقران الكريم لا يعارض بعضه بعضا فيكف أن يقول الله تعالى" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهن ويحفظوا فروجهم" ويقول " وليضربن بخمرهن على جيوبهن" ولم يقل على وجوههن ثم يأتي في آية أخرى ويطالب بتغطية الوجه’ فالأصل أن وجه المرأة وكفيها ليسا بعورة, أما من تريد أن تغطي وجهها اتقاء الفتنة فلا باس بشرط أن لا تعتقد أن ما تفعله هو الواجب في الشريعة وان غيرها ناقصات في الأجر بسبب عدم تغطية الوجه,لكنها لا بد أن تكون قدوة لغيرها في تصرفاتها لكن أن تلبسه شكلا فهذا الذي لا أوافق عليه لان الحرية مقيدة بعدم الضرر.

أما كلمة مشمئزة فالقصد منها ليس النقاب بل بعض المنتقبات اللواتي يستخدمنه وسيلة للتستر, وقد ذهبت بنفسي إلى مكتب النائب العام وتفهم الكل الموقف وحفظت القضية تماما, كما أن الشيخ يوسف البدري تراجع على مسالة تكفيري واعتذر لي بصفة رسمية على إحدى القنوات الفضائية قائلا" أنا لا اقصد إطلاقا تكفير الدكتورة وأرحب بالصلح معها في الوقت والمكان الذي تحدده.

*مسالة دعم الفنانين خاصة "سعد الصغير,يسرا,وفاء عامر" علامة مميزة لدى سعاد صالح عن غيرها من الدعاة, الأمر الذي أثار جدلا حتى بين أولادك, نريد توضيحا للمسالة ورأي الدين في ذلك؟

أولا الفن ليس كله حرام بل هناك فن اجتماعي تشخيصي يناقش قضايا المجتمع وهذا الفن يساعد رجال الدعوة في مهامهم, أما ما تلبسه الفنانات من عري أو تبرج فحسابهم عن الله حيث لم يجعلنا سبحانه أوصياء على احد وقد فتح الله سبحانه وتعالى فتح باب الاستغفار والتوبة حيث قال" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله انه الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم", ولا بد أن نتعامل مع المخالفين بالحكمة والموعظة الحسنة والهداية بيد الله كما تشير الآية الكريمة" انك لا تهدي من أحببت ولكن الله من يشاء",والرسول صلى الله عليه وسلم مع انه كان بالمؤمنين رءوف رحيم إلا أن الله تعالى انزل" فبما رحمة من الله لنت لهم" والآية تعود على المشركين الذين هم لا يعترفون بوحدانية الله وليسوا الفنانين الذين يقولون اشهد أن لا اله إلا الله مع التجاوز في تصرفاتهم..

* ولكن تهنئتك لإحدى الفنانات على جائزة مسلسل أو فيلم سينمائي أو غيرها, قد توحي إشعارا آخر للجمهور ؟!!

وفي اندفاع قالت " وإيه يعني الممثل ولا الكافر" ليس لي شان بالشارع أو المجتمع فانا لا أخشى إلا الله في تصرفاتي, وموضوع سعد الصغير فقد ذهبت إلى المسجد وليس لتهنئة سعد والمسجد أصبح الآن بيت من بيوت الله فهل أغلقه والله تعالى يقول" ومن اظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها" وهذا المسجد يتحول إلى كباريه أم يظل مسجدا نقيم فيه شعائر الله.

وعندما أقول العظيمة يسرا في الدور الذي قامت به في مسلسل رأي عام "أيه المشكلة" أنها تعطينا درسا ربما لا يستطيع كثير من الدعاة إيصاله إلى المجتمع.

كما اقترابي منهم كداعية يعتبر نوع من استمالتهم وربما تقف الهداية وراء تلك المواقف, والرسول صلى الله عليه وسلم أعطى لنا الكثير من الأمثلة على ذلك فنحن نعلم كيف كان يتعامل مع المشركين الذين كانوا يؤذونه لدرجة انه لم يلق يوما القاذورات التي كان يضعها له احدهم أمام بيته فسأل عليه حتى علم انه مريض فزاره في بيته, فما هي أذية هؤلاء لي ؟!!

* على اعتبار أن المسالة نوع من الاستمالة إلى الهداية, فما حكم مالهم خاصة الموائد الرمضانية التي اجزتيها مع آخرون من العلماء ؟

بداية هذا المال حرام ولا يترتب عليه أي ثواب وياثم من اكل منه, انما يجوز التبرع بمالهم حيث يقول تعالى " يا ايها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير", وما المانع ان تقوم تلك الممثلة بتطهير مالها ونفسها وفعل الخيرات عسى الله ان يتقبل منها, وما هو الأفضل تلك الموائد أم الفقراء المتسولون, تلك وجهة نظري وان مصرة عليها ولا تملي علي رأيك !!!
ولنأخذ مثلا" دكتور مجدي يعقوب" الذي أنشا مستشفى للأطفال في أسوان بنحو 2 مليون دولار وهو غير مسلم فكيف احكم عليه بالتأكيد حكمه عند الله.

* بمناسبة حديثنا على الزكاة والصدقة, هل يجوز إعطاء أموال الزكاة الى النوادي الأجنبية الاجتماعية مثل "الروتاري,الليونز" مع الدور الخيري الذي يحسب لهم ؟

لا يجوز إعطاء الزكاة إلى تلك النوادي وهناك مخارج زكاة كثيرة أولى بذلك, وتلك الأعمال الخيرية تحمل ورائها رسالة تبشيرية الى المجتمع وهو ما تأكد لي بعد متابعة أنشطتهم.

* مؤخرا حذر الشيخ يوسف القرضاوي من خطورة الامتداد الشيعي ما موقفك تجاه القضية هل ترين أن هناك أولويات عن ذلك ؟

لقد تابعت القضية واستمعت إلى تصريحات القرضاوي التي لا أرى أنها في وقتها على الإطلاق بل أرى انه كان يكتفي بالدعوة إلى عقد ندوة أو ملتقى تناقش فيه تلك القضية خاصة وانه من الدعاة إلى فقه الأولويات, وبدلا من الخوف منهم لا بد أن يكون هناك توازن حيث أنهم مسلمون ويحق لنا الأخذ ببعض فتاواهم ولهم إسهامات عديدة.

* لا يخفى على دكتورة سعاد صالح ما تشهده الساحة الإعلامية من الفوضى في الفتاوى هل المسالة ترجع إلى تزاحم الفضائيات والدعاة الجدد أم الأمر يعود الى قصور المؤسسات الدينية الرسمية في ممارسة واجباتها تجاه المجتمع ؟
المؤسسات الدينية وبالأخص الأزهر لم تقصر في واجباتها, بل المسالة تعود إلى تزاحم الفضائيات التي تتعصب الى المذهب السلفي لاعتمادها على دعم مؤيديه إضافة إلى أنها تعتمد على الربح بشكل رئيسي لذا يسعون إلى اختيار الكاريزما التي تحقق لهم ذلك ,وهناك علماء أجلاء ودعاة أفاضل يمتلكون العلم لكنهم يتعففون على طلب ذلك أو فرض أنفسهم على تلك الفضائيات, ام الدعاة الجدد فانا من المرحبين بهم وخاصة عمرو خالد الذي أكن له كل احترام وتقدير على المجهود الطيب والرائع الذي يساعدنا في تحقيق مهامنا ورسالتنا.

* هل تسعى سعاد صالح إلى أن تكون شيخ الأزهر, وما رأي الدين في تولي المرأة رئاسة الدولة أو الأعمال القيادية في المجتمع؟

أنا لا أسعى إلى تولي هذا المنصب على الإطلاق ولم أسعى من قبل, لكن هذا لا يبرر ان الدين يحرم ذلك, بل إن الدين يجيزه كما انه يجيز تولي المرأة لقيادة الدولة في عصرنا هذا ولما قد اشترط الفقهاء الذكورية في تولي القيادة فإنما كان المقصود بها تعيين خليفة واحد للمسلمين أو الإمامة العامة وقد انقرض ذلك منذ انتهاء الخلافة العثمانية ووجود الأنظمة والدول, ومن هنا لو توفرت الشروط والكفاءة في المرأة واختارها الشعب فلا مانع في ذلك بشرط التزامها بالدستور, ولا أظن أن ذلك سيكون في مجتمعاتنا لأنه مجتمع ذكوري ولا يفي عاداتنا وتقاليدنا وهو ما يصعب تحقيقه في هذا الوقت.

*من هي سعاد صالح الإنسانة وكيف اتسمت علاقتها بالزوج رحمه الله وبالأسرة؟

علاقتي بزوجي كانت تطبيقا للاية الكريمة" وهو الذي أنشاكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع" وكان بفضل الله استقرار واستيداع في الأسرار وكان كل منا لباس للآخر وسرا للآخر وكان هناك الاحترام والتقدير المتبادل والعاطفة الجميلة التي انعكست على جو البيت لذا نشا الأبناء في جو صحي فالذكور اقتدوا بالاب والإناث اقتدين بالأم والحمد لله.

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

جمال الشاعر: كذا مذا تعبيرا عن الواقع الملتبس وغياب الديمقراطية


القاهرة - محمد علاء الدين

لم أتوجه إليه على انه جمال الإعلامي الذي تعودنا على برامجه منذ أن كنا صغارا,بل استدعاني جمال الأديب خاصة وقد استوقفني اسم مؤلفه الجديد"كذا مذا",وبصدق لم أتفهم في البداية غايته وراء تسمية عمله بهذا الاسم تحديدا هذا سبب
وبصراحة مطلقة هناك سبب آخر منذ فترة وهو يراودني وبالفعل استقطبني لهذا اللقاء وهذا السبب الحملة الأخيرة التي شنها على إدارة مستشفى سرطان الأطفال الجديد والتي أثارت العديد من التساؤلات المؤيدة له المعارضة له أيضا.
لهذين السببين وأخرى أجرينا حوارنا مع الإعلامي الكبير والأديب أيضا جمال الشاعر محاولة منا لتسجيل شهادته على الواقع الثقافي في مصر بصفته رئيسا لقناة النيل الثقافية وتأكيدا منا على مبدأ الشفافية في ضوء الحملات والانتقادات الأخيرة منه لإدارة مستشفى سرطان الأطفال خاصة وأننا كان لنا سبقا في إجراء حوارا مع صاحب فكرة المستشفى الذي يحتل حاليا مديرا لإدارة البحوث والتدريب والعلاقات الخارجية فيها.
بداية نهنئك على آخر أعمالك "كذا مذا",لماذا أسميته هكذا, وهل تعاني أعمالك الأدبية تجاهل النقاد,؟
بداية أشكرك على تلك التهنئة الرقيقة,وأوضح لك أن اختيار عنوان الكتاب جاء تعبيرا عن الواقع الملتبس وحالة حوار "الطرشان" التي لا تأتي بنتيجة فهي تعبر عن افتقاد الديمقراطية في المشهد السياسي والاجتماعي بطريقة معاصرة,تعبر عن حالة اليأس لدى المصري بن البلد من أن يحاور الكبار ويقول لنفسه لا جدوى من الحوار "إذا قلنا لهم كذا.. قالوا مذا وإذا سألناهم مذا ماذا؟ قالوا مذا مذا واذا قلنا لهم ما هذا ؟ قالوا.. هو ذا وإذا قلنا لهم لماذا؟ قالوا هكذا وإذا سألناهم لم ومتى وما وأين وكيف ذا؟ قالوا.. كذا مذا وإذا قلنا لهم اهكذا قالوا لنا نعم يا أولاد كذا", لكني اختلف معك في أن أعمالي تعاني من تجاهل النقاد خاصة وان الشاعر الكبير "فاروق جويدة" هو أول من قدم لأعمالي لكني اعترف أني مقصر في حق نفسي كشاعر,إضافة إلى أن المجتمع تعود على "جمال الشاعر" الإعلامي الملقي ولم يتعودوا على جمال الشاعر الأديب والكاتب.

2- بصفتك من المطلعين على المشهد الثقافي من حيث موقعك كرئيس لقناة النيل الثقافية,ما رأيك في الوضع الثقافي الحالي في مصر,هل ترى أن القناة تقوم بدورها على أكمل وجه في نشر الثقافة بين كافة أطراف المجتمع, وما هو أبرز ما يحسب لها ؟

أرى بدوري أن المشهد الثقافي يعاني ما يعانيه المشهد السياسي بمعنى أنه ليس لدينا في المؤسسات الثقافية مبدأ تداول السلطة أيضا إلى جانب حالة الاستحواذ من كبار المشهد الثقافي والاحتكارات الكبرى مثل احتكارات السوق السياسي والاقتصادي بمجموعة بعينها على حساب الأجيال التالية وغياب للصف الثاني من المبدعين والثالث وعدم الاحتفاء بالتجارب الإبداعية الجديدة وآخرها ظاهرة المدونات,
وعن دور القناة بالطبع لا تقوم على نشر الثقافة لان طموحاتنا اكبر من الواقع والإمكانيات لا تكفي لذلك ومفهوم الثقافة اشمل من مفهوم الأديب والكاتب والكتب الأكثر مبيعا في العالم الآن هي كتب المطبخ وتنسيق الزهور وتعليم الزراعة والنجارة والسباكة ودع القلق وابدأ الحياة وكيف تصبح مليونيرا,كل هذا في رأيي جزءا من الثقافة "وقل لي ماذا تأكل اقل لك من أنت" لذا لا تستطيع القناة الثقافية أن تناقش اظهر النظريات الحديثة "لهيبر ماس" و"جاك دريد",فالاقتصاد ثقافة والقانون ثقافة , وتجميل الميادين وتحسين الظروف البيئية ثقافة,وأنا أرى أن القناة ومثلها الكثير في احتياج إلى أموال واعتمادات مالية كبيرة وإدارة غير تقليدية والقضية هي الكيف وليست الكم.
3- لماذا لم تقدم على تقديم أعمالا أدبية وبرامج متخصصة تساعد على تربية وتثقيف الطفل العربي, خاصة وأن إحدى محاولاتك التي قدمتها تحت عنوان "العصافير تسألني" قد لاقت نتائج ايجابية وأفصحت عن إعجاب الأطفال أنفسهم والمربين أيضا؟

أنا من الأشخاص الذين يؤمنون ان تغيير المجتمع يبدأ من الطفل وقديما قال بيكاسو "ثلاث دقائق في الرسم والشخبطة مع الأطفال تساوي خبرة سنين في أعتى الأكاديميات الفنية",فعالم الأطفال عالم ساحر لان الطفل بطبيعته متجرئ على اللغة ولديه خيال جامح للطيران والتحليق في عالم الأساطير وكثيرا تمنيت أن أقدم الكثير لهم, لكني ترددت من أن تلاحقني قناة النيل للأسرة والطفل قضائيا بتهمة الاعتداء على مسئولياتها في التخصص,لكن هذا لا يمنع أقوم من أن أقوم بإعداد العديد من البرامج التي ستخرج إلى النور قريبا, وقد تأخرت فعلا في الكتابة والإنتاج للطفل ولكن سؤالك هذا حمسني لإعادة التفكير بالتعجيل بالقيام ذلك.

4- حملاتك الأخيرة المتعددة على القائمين على مشروع مستشفى 57357 لسرطان الأطفال خاصة الدكتور شريف أبو النجا صاحب فكرة المستشفى لفتت الانتباه,ما سر تلك الحملات ولماذا كرست اهتماماتك لطرح تساؤلات عدة حول هذا المشروع الذي اعتبر من الكثيرين ناجحا,مع وجود مشاريع أخرى أهدر فيها الكثير من المال العام والتبرعات ولم تأتي بنتيجة واحدة إيجابية؟

4- أنا أرفض شخصنة الموضوع واختزال القضية في أشخاص والهدف من مقالاتي هو إنقاذ عشرات الآلاف من أطفال مرضى السرطان وإتاحة الفرصة لعلاجهم بشكل سريع وفعال بعيد ا عن الأبهة والفخفخة ,والمعادلة بسيطة جدا مليار جنيه وثلاثون سريرا فقط ومسالة وجود 180 سرير لا أساس لها من الصحة,إضافة إلى وجود 250 ألف مريض بالسرطان بالإضافة إلى 8500 مريض سنويا حسب ما أورده المتخصصون والمليار جنيه تم جمعها لإنقاذ هؤلاء والأطفال يموتون كل يوم وأنا اعرف حالات لم يجدوا سريرا في مستشفى المليار بحجة أنهم لا يقبلون "مريضا قديما" وهناك من المرضى من يدفع كل أسبوع 5000 جنيه.
أما مستشفيات الأقاليم في الوجه البحري والصعيد فحدث ولا حرج يموتون كل يوم دون علاج في حين أن هناك نصف مليار فائض يمكن توجيهها إلى بناء مستشفى في الصعيد والدلتا إلى "الغلابة",وأنا مواطن مصري قبل أن أكون كاتبا ومثقفا ,كما لم اقل أن الموضوع فاشل بالعكس فكرة المشروع رائعة ورسالته إنسانية نبيلة لكن ما اعترض عليه هو كيفية إدارة أموال التبرعات, لقد أتى إلي أناس في برنامج "بين الناس" وصدمت وتعذبت كثيرا مع الأهالي الذين لم يجدوا فرصة للعلاج إلى جانب أن دور المثقف هو دور إنساني واجتماعي قبل ان يكون نخبويا ومعادلتي واضحة"مليار جنيه و30 سرير"

5- في حوار أجريناه سابقا معه ذكر الدكتور شريف أبو النجا انك اعتمدت على بيانات متضاربة وغير صحيحة في حملاتك الأخيرة عليه إلى جانب انه أكد أن الكرة الزجاجية محل النقد مرحلة من مراحل علاج المريض, رواتب الأطباء العالية بناءا على تميزهم وتفرغهم, ماردك على ذلك ؟

انا أحيلك إلى الدكتور "رأفت المهندس" المعماري الشهير لكي يخبرك حجم التكاليف الباهظة التي أنفقت وكان لابد أن توجه إلى علاج الأطفال, فقد وصلت تكلفة الكرة الزجاجية إلى 3 مليون والأشرعة أيضا 3 مليون و6 مليون تكفي إلى علاج مائتي طفل
ولدي سؤال المقعد "الفرست كلاس" الفخم الذي لم أره في أحدث وأغلي طائرات العالم ورايته في المستشفى هل سيخفف عن المريض ألمه؟! أيها السادة اتقوا الله فينا ولا تقلدوا أمريكا بعماء ولا تحولوا المستشفى إلى مزار سياحي واتقوا الله في أطفال مصر وأقيموا لهم مستشفيات عملية ونظيفة وبسيطة التكاليف, تحضرني الآن تجربة الهند وكوبا وماليزيا التي لم تهتم بالفخفخة والابهة والسيراميك الاسباني والكرة الزجاجية.
لقد اهتموا بالشكل على حساب المضمون وتحولت الرسالة النبيلة إلى طموحات شخصية وحالة من التباهي الزائف و"يا فرحتي" عندما يقولون أن المستشفى أفخم من مستشفى "منفس" في أمريكا واذكر السادة أصحاب المشروع أنهم بداوا الحملة تحت شعار "تبرع ولو بجنيه" هذا المستشفى خيري وليس منحة من المعونة الأمريكية نتفنن في كيفية إدارتها وأنا اعلم أولاد وبنات ادخروا من مصروفهم الشخصي 20 و 30 و50 جنيه للمساعدة وهم في اشد الاحتياج إليها وارى أن تتعلم المستشفى من تجربة الدكتور محمد غنيم صاحب مستشفى الكلي في المنصورة في كيفية إدارة ونظافة المستشفى وتحديد رواتب الأطباء التي على الرغم من قلتها إلا أنها مصدر سعادة لأصحابها لأنهم يدركون أنهم أصحاب رسالة.
وبشان اعتراضي على الرواتب العالية فالحقيقة أن الأطباء الذي أكد لنا الدكتور شريف أنهم متفرغون تماما إلى مستشفى الأطفال يعملون الى الساعة الخامسة فقط ثم يقومون بالعمل في مستشفيات أخرى كمستشفى "KIDS" والسلام الدولي.
النقطة الثانية انا افهم ان من يتصدى الى مشروع خيري الا يتعامل بشكل استثماي او بمنطق البيزنس مان فليذهب الى المستشفيات الاستثمالاية وليدع ادارة المستشفى للاطباء اصحاب الرسالة وانا اسال ماذا سيفعلون بنصف المليار المتبقين معهم البواناقية من تبرعاتهم ومستشفى الكبد في المنصورة يحتاج الى 50 مليون فقط واناشدهم الى تحويل ما تحتاجه تلك المستشفى

6- في احد أعمالك وتحديدا " احجز مقعدك في الجنة" أشرت إلى انه يجب الانتقال من خانة النقل إلى خانة العقل مع مناداتك بالترجمة, كيف تفسر هذا التناقض ؟

ما قصدته هو فتح باب الاجتهاد مع هذا العصر الحديث ومعطياته وعدم الاعتماد على الآراء لقديمة والاهتمام بالترجمة الفكر العالمي الذي هو العمود الفقري للنهضة والعصر العباسي قد وصل إلى تلك النهضة بفضل حركة الترجمة وارى أننا نحتاج إلى الانفتاح إلى العالم كله بعيدا عن العلمانية التي لا تتفق مع ديننا وعاداتنا,كما أننا نحتاج أيضا إلى الانفتاح التكنولوجي الذي يعتبر عصب الأمم في الوقت الحالي

7- مؤخرا تقدم ستة مواطنين بدعوى ضدك وضد سوزان حسن رئيس التليفزيون وإحدى المؤسسات الإعلامية السعودية يذكرون فيها أنهم لم يحصلوا على جائزة الحج هذا العام عبر فوزهم بجائزة برنامج "الجائزة الكبرى" مؤكدين انه يهدف إلى الربح فقط, وضح لنا ملابسات الدعوى ؟

هناك لبسا لا بد من توضيحه وهو ان الشركة السعودية لم توفي بالتزامها تجاه بعض الفائزين فالدعوى على الشركة و ليست ضد التليفزيون ومع ذلك قابلت السفير السعودي أكثر من مرة وأبلغته شكوى الفائزين وعدم حصولهم على الجائزة و هو الآن يتابع الموضوع للحصول على حق الفائزين أو المتعاقدة أصلا مع اتحاد الإذاعة والقطاع الاقتصادي.

8- ماذا الذي تحب أن تختم به حديثك؟

أريد أن أقول جملة واحدة " أي تقدم على جثة الفقراء باطل".


السبت، 15 نوفمبر 2008

حلم التمني




افردي ضيك في عيني دوبي عتمة سنيني

امسحي عني الأمان

خضري قلب الجنانين نوري قلب المداين

رفرفي بجناح حمام

***

عايز أشوفك لما بغرق وسط بحر الكون جزيرتي

مهما اغرب أو أشرق مالتقيش غير حضنك انتي

تفتحي قلبك تضمي تمسحي بالود همي

يجري بالدمع الكلام

***

كلميني يا غالية عني عن دروب مشوارها طال

حققي حلم التمني قربيني من المحال

حلم أيام اليمامة تتولد بعد القيامة

ترمي على البر السلام

************

إيمان البحر درويش

الجمعة، 14 نوفمبر 2008

روحي تحدثني


التقطت قلمي أخيرا بعد ما ألحت علي روحي التي شهدت زحاما وعراكا بين مشاعري تلو الأخرى فهمت أن تبوح بشئ من تلك لعل الهدوء والسكن يعودان لوقت بسيط بعد ما يسمى بالفضفضة ... ولكن أنى لها هذا .. كيف تطلب الهدوء وهي هي من تدير اللهب والشوق بداخلي...هي التي استدعت كل هذا بإراداتها فكيف لها أن تتخلى عنه ولو لحظات .. كيف تتخلى عن نشوتها المولودة من رحم الشوق والألم والبكاء....
روحي التي هي سر شقائي وسعادتي أيضا...روحي التي ولدت ربما قبل أن يولد جسدي وربما التقت بروح الحبيبة قبل أن يلتقي جسدي بها ... روحي التي تكن لي أفكارا ومشاعر وأسرارا استشعر أن الموت ربما يلاحقني قبل أن أحصيها....

هي التي قطعت مشوار طويلا في رحلة الفراق التي تبصر لها نهاية ولا تعرف لها وقتا أو حدا ما ...
هي التي تأوهت وهي صغيرة الجسد لفراق سبب وجودها في الحياة ونادت بأعلى ما فيها: أين وجهك ليحميني من سواد الليل وفزعه وظلم القريب وغدره... أين عيناك التي تحرصني من برد الليالي وجوع الأيام ومرض الشهور أين الحنان الذي يولد في بياض عيناك من بعد قلبك أين نظرة الأمان التي تستقي من روحك الأمل والحب واللعب مع الأطفال..

اكتفت روحي الآن الحديث فربما السكوت هو نفسه التعبير المناسب للموقف.

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

أول مشروع طبي يكسب صداقة المريض د. شريف ابو النجا: "57357" صرح عالمي بقروش الفقراء







لمحتها عن بعد ولم أصدق أنها وصلت إلى هذا المستوى... مستشفى سرطان الأطفال الجديد، هذا الصرح الضخم الذي فاز بجائزة أفضل مشروع صحي عالمي في مايو الحالي، ورغم أن المستشفى بات يضاهي أكبر مستشفيات العالم في هذا المجال، إلا أنه تعرض لانتقادات واسعة في الفترة الأخيرة بسبب التبرعات وأوجه إنفاقها، مادفعني للسعى لإجراء هذا الحوار مع ا.د شريف أبو النجا أستاذ أورام الأطفال وأمراض الدم، ومدير إدارة البحوث والتدريب والعلاقات الخارجية بالمستشفى.. للتعرف على الحقيقة وإزالة أى التباس من شأنه أن يشوه هذا الانجاز الكبير.

محيط - محمد علاء الدين

محيط: كنت صاحب الفكرة من البداية .. فلماذا وقع اختيارك على الأطفال بالذات لعلاجهم من هذا المرض القاتل؟

استلمت عملي بعد تخرجي في فترة الثمانينات بمعهد الأورام القومي، وفي تلك المرحلة كان المعهد يعاني من نقص شديد في الأجهزة الطبية والعلاج, وفي إحدى الأيام تساقط ثلاثة عشر طفلاً الواحد تلو الآخر أمام عيني ولم أستطع أن أقدم إليهم أي شيء، فاستشعرت المأساة الحقيقية التي يعانيها مرضى السرطان خاصة الأطفال، ومن وقتها أوحى لي عقلي فكرة إنشاء مستشفى تعالج مرضى السرطان من الأطفال فقط، وقد بذلت مساعي كثيرة لتحقيق غايتي، والحمد لله بفضله أولا وبمساعدة أهل الخير في مصر وجميع دول العالم العربي تحقق الحلم وكان هذا الصرح.

محيط : تشير الأرقام الى أن نسبة الاصابة بالمرض في تزايد مستمر، وأنه يتم اكتشاف 100 ألف حالة جديدة سنويا في مصر، برأيك ما السبب في ذلك وإلى متى سيستمر الحال على هذا؟

لو لاحظنا ما ورد من آخر الإحصائيات العالمية سنلمس مدى انتشار هذا المرض على مستوى العالم, حيث تشير تلك الإحصائيات أن هناك ما يقرب من نحو 8600 من مرضى السرطان تحت سن 15 عاما, ولو قمنا بمقارنة نسبة الشفاء بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لوجدنا أن حالات الشفاء في مصر لا تتعدى50% فقط، بينما تصل في أمريكا إلى 82,5%، وهذا يرجع إلى التطور في إمكانيات العلاج ومدى الحرص على صحة الإنسان في هذا المجتمع, لذا فكرنا بإنشاء مستشفى 57357 والتي تعد أول صرح طبي في مصر والعالم العربي مصمم على أحدث النظم العالمية والغربية من حيث الرعاية الطبية، والذي يوفر احتياجات المريض بالمجان من حيث التشخيص والعلاج والمتابعة, ويهيئ ما يلزم لإقامة الأبحاث العلمية الخاصة بسرطان الأطفال لنشر الوعي الطبي في المجتمع.

محيط : وهل الإمكانيات المتوافرة بالمستشفى والخدمات التي تقدمها للمرضى تساعد على تحقيق هذا الهدف؟


المستشفى توفرالعديد من الإمكانيات المختلفة والمتطورة التي تعالج الأطفال كل حسب نوع المرض، ويكفينا فخرا أننا اقتنينا أول جهاز مسح ذرى في مصر، والذي يسمى بجهاز "السيكلترون "PET/ CT scanالذي يقوم بدور حيوي في تصوير أورام المخ والأورام المتأصلة، كما انه يتعرف على الخلايا السرطانية قبل أن تصبح ورم ظاهر. ويحتوي المستشفى أيضا علي أحدث الأجهزة الخاصة بالأشعة مثل الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية وجهاز تصويرالأوعية وجهاز التصوير بالألوان، وذلك لتحديد مكان وحجم ومدي انتشار الورم. وهناك أيضا وحدة العيادات المتخصصة التي تساعد المريض على التعامل مع النتائج المباشرة للمرض مثل الألم و كيفية التحكم فيه, وكيف يتعامل مع الآثار الجانبية على المدى الطويل، مثل الإعاقات الجسدية و الخلل الهرموني و الانتشارات الثانوية للورم الخبيث.

وقد حرصنا أن تضم المستشفى كذلك وحدة للعلاج الطبيعي يتمثل دورها في علاج الحالات التي يسبب العلاج المكثف في التأثير السلبي علي حركة الجسم وتوازنه وقدراته.


محيط : علمت من خلال جولتى أن هناك نوعا آخر من العلاج يقدم للمرضى داخل المستشفى في مجال الصحة النفسية والبيئية.. هل تشرح لنا ذلك؟

ثبت من الواقع أن معاناة مريض السرطان يكون أغلبها بسبب الحالة النفسية وليس بسبب المرض نفسه، ولذلك خصصنا قسم الرعاية الاجتماعية والنفسية لتخفيف المعاناة والألم النفسي الواقع على المريض وأسرته من جراء المرض، حيث يقوم الأخصائي الاجتماعي بجمع المعلومات التي تفيده في تأهيل المريض للرضا وتقبل الوضع، الى جانب قسم المتطوعين الذين يساهمون في اللعب مع الأطفال ومساندتهم وتنظيم الحفلات المختلفة لهم.
وتحقيقا لهذا الهدف قمنا بتصميم المستشفى بطريقة تساعدنا على اكتساب صداقة الطفل، وحرصنا على أن يكون أول ما تقع عليه عيناه الألوان الجذابة والسقف الزجاجي (داخل الكرة) وابتسامة الحب والرحمة من العاملين, لا البالطو الأبيض والألوان الباهتة ورائحة المطهرات، كما هو الحال في المستشفيات التقليدية التي تبعث على الكآبة في نفس الكبير قبل الصغير.

فأضفنا الألوان المتعددة في العيادات الخارجية والأدوار الداخلية، واعتمدناعلى التصميم المتموج للجدران الذي يحقق مع الأرضيات الملونة شعور بالبهجة لدى الطفل.


علاج اليوم الواحد يستقبل 500 طفل يوميا


محيط: تعرضتم منذ افتتاح المستشفى في السابع من يوليو الماضي لانتقادات واسعة بسبب التبرعات.. ما ردك؟ وهل تتفق قيمتها مع ماتحقق من انجازات خاصة وأن المستشفي لا يتسع لأكثر من 180 سريرا فقط؟

الانجاز في مستشفى أورام لا يقاس بعدد الأسرة ولكنه يعتمد على الخدمات العلاجية التي يقدمها المستشفى ككل، والتي تعتمد في الأساس على علاج اليوم الواحد، ويكفي أن نعرف أن المرضى الذين يتم علاجهم في هذا القسم يصل الى 500 طفل يوميا، تقدم لهم خدمة العلاج الكيميائي ونقل الدم والصفائح الدموية، ومن اليوم الأول للافتتاح والمستشفى تستقبل الكثير من المرضى المصريين والعرب, وقد وصل إجمالي عدد الكشوفات بالعيادات الخارجية حتى مارس الماضي إلى 9000 كشف, كما وصل إجمالي أيام الإقامة بالقسم الداخلي 16391 ليلة بينما وصل إجمالي جلسات العلاج الكيميائي لقسم علاج اليوم الواحد إلى 4544 جلسة, ووصلت ليالى الإقامة بقسم العناية المركزة إلى 1605 ليلة, وتم إجراء 421 عملية, واستقبال 867 حالة طوارئ, وبهذا يصل عدد المرضى الذين تم استقبالهم خلال هذه الفترة إلى نحو 1378مريض منهم 60 من الدول العربية المختلفة.

وأنا أعتبر اختيار منظمة الصحة العالمية للمستشفى للفوز بجائزة مؤسسة الامارات العربية المتحدة للصحة لعام 2008، أكبر دليل على ما نساهم به في مجال التنمية الصحية في مصر والعالم العربي.

لماذا نبخل على أطفال الأورام بمبنى مبهج يخرجهم من الاكتئاب؟

محيط : الكرة الزجاجية ثار حولها جدل كبير من حيث المبالغة في التكلفة والفائدة منها، وكان من الممكن الاستفادة من هذه الأموال في مجالات طبية أكثر أهمية بالمستشفى؟
المبالغ التي تم دفعها لتصميم وتنفيذ هذه الكرة تبرع بها أحد رجال الأعمال، وعموما لا توجد أى مبالغة في الانفاق على البناء الهندسي للمستشفى بشكل عام، فقد خضع في كل مراحل التنفيذ الى ما يسمى بالتقييم الهندسي الذي وضع في الاعتبار أهم المشكلات التي تواجه الطفل المريض بالسرطان كالعدوى، ولذلك كانت معظم حجرات المرضى فردية ومجهزة وهو ماأدى إلى زيادة نفقات الإنشاء.
والكرة الزجاجية ليست رفاهية بل هي من أهم الأساليب المستخدمه لتحقيق الهدف السابق، وتتضح فائدتها في توفير الراحة التامة في نفس الطفل وأسرته, وتوفير إضاءة الشمس لما يقرب من ربع مساحة المستشفى تقريبا، وهذا يوفر استهلاك الإضاءة ويعطي شعور بالدفء والأمل, كما يقوم الزجاج المستخدم فيها بعزل الضوضاء والأتربة وأشعة الشمس الضارة بالمرضى كالأشعة تحت الحمراء. ودعنا نتساءل لماذا نبخل على مرضى الأورام من الاطفال أن يتمتعوا بشىء مفرح يضمهم وهم يعالجون من مرض خطير يصيبهم بالاكتئاب الدائم.
محيط : من الواضح أن مصادر التبرعات التي اعتمدت عليها المستشفى متعددة، هل تخضع هذه الأموال لأى نوع من الرقابة؟
قام هذا الصرح الكبير على يد العامل البسيط وصاحب المصنع والطالب المدرسي والجامعي، فقد شاركت فيه كافة طبقات المجتمع المختلفة.
وقد تبرعت مؤسسة الشيخ زايد الخيرية بدولة الإمارات العربية المتحدة بجهاز PTC-Scan لقسم الأشعة بالمستشفى الخاص بالاكتشاف المبكر للسرطان، والذي يعـد الأول والوحيـد في مصـر حيث يقدر ثمنه حوالي 2 مليون دولار.

كما تم الحصول على عدة منح من الصندوق الاجتماعي للتنمية لرفع كفاءات جميع العاملين بالمستشفى، وأخري من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لصالح برنامج المساعدة الذاتية لتدريب الممرضات بالمستشفى، كما تبرعت السفارة السفارة البريطانية لصالح عيادة الأنف والأذن والحنجرة. والاسترالية لتطوير نظام المعلومات, وكذلك قامت سفارتي كندا والنرويج بدعم مشروع الألوان من أجل السلام. هذا إلى جانب المساهمات الملموسة والفعالة التي قامت بها كبري الشركات المصرية والعربية، وغيرها من الذين قاموا بتدعيم المستشفى بالتبرعات العينية والمادية،

عن طريق إقامة المعارض والحفلات لصالح المستشفى وأيضا المساهمة في برامج التبرع المختلفة.لقد أثبت الشعب العربي والمصري أنه شعب الخير والكرم الذي يجود به وقت الحاجة دون تردد.

أما عن الرقابة فبالطبع هناك محاسبة صارمة لإدارة المستشفى كل ستة شهور تقوم بها مؤسسة مستشفى أورام الأطفال التي ترأسها السيدة سوزان مبارك، وهى المؤسسة التي قامت ببناء المستشفى وهي أيضا التي تمثل المريض, وتقوم المؤسسة بمراجعة أسعار الخدمات المقدمة وتكلفة الاعلانات والفواتير الخاصة بكل مريض.

محيط : إذن ما سبب الحملة التي شنها الاعلامي جمال الشاعر في العديد من الصحف وما هو ردك عليها ؟

بالنسبة للإعلامي جمال الشاعر فلا أدري سبب تلك الحملة التي دعمها ببيانات أغلبها متضاربة وليست صحيحة، وبخصوص انتقاده للمرتبات العالية التي يتقاضاها الأطباء فليست في محلها لأن المستشفى استعانت بكثير من الأطباء المتخصصين للتفرغ للعمل بالمستشفى فقط، وأظن أن أي طبيب سرطان لو فكر بالسفر للعمل بالخارج سيتقاضى مثل هذا الأجر ويمكن أكثر من ذلك.
وبالنسبة للوحات التشكيلية المتواجدة على جدران الغرف فلم تدفع المستشفى فيها أي شيء، والفضل يرجع إلى جمعية الفنانين التشكيليين والفوتوغرافيين الذين أقاموا معرضا قبل افتتاح المستشفى لجمع العديد من الأعمال التشكيلية والفوتوغرافية لصالح مرضى مستشفى سرطان الأطفال الجديد.
محيط : من خلال عملك الطويل في هذا الصرح الطبي الهائل وما لقيته من مصاعب هل يمكن تكرار التجربة في العالم العربي ؟


ما وصلنا إليه كان مثلا يحتذى به بشهادة العلماء والأطباء في مصر والعالم العربي والغربي, لذا تعتبر مستشفى 57357 مثالا جيدا لقيادة التغيير, وقد قامت العديد من الدول العربية والأفريقية بزيارة المستشفى وأدهشتهم الفكرة.. حيث قامت السودان بتطبيق مثل تلك التجربة عبر مستشفى 99199 لعلاج سرطان الأطفال, كما تسعى كل من ليبيا والأردن وجنوب أفريقيا لتطبيق نفس التجربة.