الثلاثاء، 24 فبراير 2009

حوار مع الدكتورة سعاد صالح الداعية الاكثر جدلا






-لا أسعى إلى مشيخة الأزهر والدين لا يمانع في رئاسة المرأة للدولة.
-علاقتي بزوجي عاطفة جميلة انعكست على الأبناء والبيت.
-علاقتي بالفنانين استمالة مني لهدايتهم.
-تحذيرات القرضاوي الأخيرة ليست في وقتها.
-احيي عمرو خالد واحترمه واقدره ودوره هام لنا.
- روتاري والليونز وغيرهما تحمل ورائها رسالة تبشيرية.


واحدة من الدعاة الذين تشكل فتاواهم مادة لجدل أعلى يوما بعد يوم منذ المحاضرة التي ألقتها بمسجد سعد الصغير ووصفها يسرا بالعظيمة إشادة منها بدورها في مسلسل "قضية رأي عام" مرورا بمسالة العذرية والطلاق عبر SMS إلى غير ذلك من المسائل, إنها الداعية الإسلامية الدكتورة سعاد صالح وأستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر التي تحظى بجدل وانتقاد خاصة مطالبة الشيخ يوسف البدري لها بالاستتابة بعد تكفيرها, ما أطلقه البعض أنها لا تصلح للإفتاء مطالبين إياها بتجنب الفتوى, وما أطلقه البعض الآخر من المرأة لا تقل أهمية عن دور الرجال في الدعوة إلى الدين وربما قد يزيد.
تصريحات وفتاوى خاصة وربما لأول مرة تنشر بعد مقابلة للدكتورة سعاد صالح التي أثارت فضولنا وفضول الشارع المصري والعربي والإسلامي مرات عديدة.

القاهرة – محمد علاء الدين.

* سعاد صالح من الشخصيات التي يكثر حولها الجدل والنقد أحيانا والانتقاد أحيانا أخرى هل المسالة متعلقة بمواقف شخصية مع هؤلاء الأفراد والمؤسسات أم المسالة تعود إلى مواقفك وأرائك الدينية؟

اتفق معك في ذلك وارجع ذلك بفضل الله لقوة شخصيتي التي منحني الله إياها وبروزها في السنوات الأخيرة والتي تكاد تكون متساوية مع الأساتذة الرجال إضافة إلى إصداري الفتوى دون الخضوع إلى الميول أو المواقف الشخصية,وأيضا الثقة من الرجال والنساء أصبحت أكثر في الداخل وفي الخارج, فضلا عن أن مبدأي في الحياة قول الله تعالى "يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين" بمعنى أنني لا أخشى إلا الله في أي فتوى أو أي موقف وعندما أرى أي خطا في فتواي فمن شجاعتي أن أتراجع عنها دون الاستشعار بأي نقص أو تقليل من شخصيتي.

* النقاب واحد من جملة المسائل التي نالت نقد الكثيرين جراء هجومك عليه خاصة لفظ "مشمئزة" الأمر الذي أدى إلى اتهامك بالكفر ومطالبتك بالاستتابة من قبل الشيخ "يوسف البدري", لماذا هذا الهجوم وكيف تعاملت مع الشيخ البدري؟

والله النقاب واحد من القضايا التي دخلت بسببها معارك كثيرة بل وأهدر فيها دمي, إلا أنني والحمد لله لم أتراجع عن موقفي بل تلقيت تأييدا من فضيلة المفتي الدكتور علي جمعة, ورئيس جامعة الأزهر الدكتور احمد الطيب ووزير الأوقاف د حمدي زقروق بان النقاب عادة وليس عبادة ولم يرد نصا صريحا في ذلك والإدناء في الآية الكريمة" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" يعني أن زي المرأة المسلمة لا بد أن يعم جسدها بشكل فضفاض ولا علاقة له بتغطية الوجه والقران الكريم لا يعارض بعضه بعضا فيكف أن يقول الله تعالى" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهن ويحفظوا فروجهم" ويقول " وليضربن بخمرهن على جيوبهن" ولم يقل على وجوههن ثم يأتي في آية أخرى ويطالب بتغطية الوجه’ فالأصل أن وجه المرأة وكفيها ليسا بعورة, أما من تريد أن تغطي وجهها اتقاء الفتنة فلا باس بشرط أن لا تعتقد أن ما تفعله هو الواجب في الشريعة وان غيرها ناقصات في الأجر بسبب عدم تغطية الوجه,لكنها لا بد أن تكون قدوة لغيرها في تصرفاتها لكن أن تلبسه شكلا فهذا الذي لا أوافق عليه لان الحرية مقيدة بعدم الضرر.

أما كلمة مشمئزة فالقصد منها ليس النقاب بل بعض المنتقبات اللواتي يستخدمنه وسيلة للتستر, وقد ذهبت بنفسي إلى مكتب النائب العام وتفهم الكل الموقف وحفظت القضية تماما, كما أن الشيخ يوسف البدري تراجع على مسالة تكفيري واعتذر لي بصفة رسمية على إحدى القنوات الفضائية قائلا" أنا لا اقصد إطلاقا تكفير الدكتورة وأرحب بالصلح معها في الوقت والمكان الذي تحدده.

*مسالة دعم الفنانين خاصة "سعد الصغير,يسرا,وفاء عامر" علامة مميزة لدى سعاد صالح عن غيرها من الدعاة, الأمر الذي أثار جدلا حتى بين أولادك, نريد توضيحا للمسالة ورأي الدين في ذلك؟

أولا الفن ليس كله حرام بل هناك فن اجتماعي تشخيصي يناقش قضايا المجتمع وهذا الفن يساعد رجال الدعوة في مهامهم, أما ما تلبسه الفنانات من عري أو تبرج فحسابهم عن الله حيث لم يجعلنا سبحانه أوصياء على احد وقد فتح الله سبحانه وتعالى فتح باب الاستغفار والتوبة حيث قال" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله انه الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم", ولا بد أن نتعامل مع المخالفين بالحكمة والموعظة الحسنة والهداية بيد الله كما تشير الآية الكريمة" انك لا تهدي من أحببت ولكن الله من يشاء",والرسول صلى الله عليه وسلم مع انه كان بالمؤمنين رءوف رحيم إلا أن الله تعالى انزل" فبما رحمة من الله لنت لهم" والآية تعود على المشركين الذين هم لا يعترفون بوحدانية الله وليسوا الفنانين الذين يقولون اشهد أن لا اله إلا الله مع التجاوز في تصرفاتهم..

* ولكن تهنئتك لإحدى الفنانات على جائزة مسلسل أو فيلم سينمائي أو غيرها, قد توحي إشعارا آخر للجمهور ؟!!

وفي اندفاع قالت " وإيه يعني الممثل ولا الكافر" ليس لي شان بالشارع أو المجتمع فانا لا أخشى إلا الله في تصرفاتي, وموضوع سعد الصغير فقد ذهبت إلى المسجد وليس لتهنئة سعد والمسجد أصبح الآن بيت من بيوت الله فهل أغلقه والله تعالى يقول" ومن اظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها" وهذا المسجد يتحول إلى كباريه أم يظل مسجدا نقيم فيه شعائر الله.

وعندما أقول العظيمة يسرا في الدور الذي قامت به في مسلسل رأي عام "أيه المشكلة" أنها تعطينا درسا ربما لا يستطيع كثير من الدعاة إيصاله إلى المجتمع.

كما اقترابي منهم كداعية يعتبر نوع من استمالتهم وربما تقف الهداية وراء تلك المواقف, والرسول صلى الله عليه وسلم أعطى لنا الكثير من الأمثلة على ذلك فنحن نعلم كيف كان يتعامل مع المشركين الذين كانوا يؤذونه لدرجة انه لم يلق يوما القاذورات التي كان يضعها له احدهم أمام بيته فسأل عليه حتى علم انه مريض فزاره في بيته, فما هي أذية هؤلاء لي ؟!!

* على اعتبار أن المسالة نوع من الاستمالة إلى الهداية, فما حكم مالهم خاصة الموائد الرمضانية التي اجزتيها مع آخرون من العلماء ؟

بداية هذا المال حرام ولا يترتب عليه أي ثواب وياثم من اكل منه, انما يجوز التبرع بمالهم حيث يقول تعالى " يا ايها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير", وما المانع ان تقوم تلك الممثلة بتطهير مالها ونفسها وفعل الخيرات عسى الله ان يتقبل منها, وما هو الأفضل تلك الموائد أم الفقراء المتسولون, تلك وجهة نظري وان مصرة عليها ولا تملي علي رأيك !!!
ولنأخذ مثلا" دكتور مجدي يعقوب" الذي أنشا مستشفى للأطفال في أسوان بنحو 2 مليون دولار وهو غير مسلم فكيف احكم عليه بالتأكيد حكمه عند الله.

* بمناسبة حديثنا على الزكاة والصدقة, هل يجوز إعطاء أموال الزكاة الى النوادي الأجنبية الاجتماعية مثل "الروتاري,الليونز" مع الدور الخيري الذي يحسب لهم ؟

لا يجوز إعطاء الزكاة إلى تلك النوادي وهناك مخارج زكاة كثيرة أولى بذلك, وتلك الأعمال الخيرية تحمل ورائها رسالة تبشيرية الى المجتمع وهو ما تأكد لي بعد متابعة أنشطتهم.

* مؤخرا حذر الشيخ يوسف القرضاوي من خطورة الامتداد الشيعي ما موقفك تجاه القضية هل ترين أن هناك أولويات عن ذلك ؟

لقد تابعت القضية واستمعت إلى تصريحات القرضاوي التي لا أرى أنها في وقتها على الإطلاق بل أرى انه كان يكتفي بالدعوة إلى عقد ندوة أو ملتقى تناقش فيه تلك القضية خاصة وانه من الدعاة إلى فقه الأولويات, وبدلا من الخوف منهم لا بد أن يكون هناك توازن حيث أنهم مسلمون ويحق لنا الأخذ ببعض فتاواهم ولهم إسهامات عديدة.

* لا يخفى على دكتورة سعاد صالح ما تشهده الساحة الإعلامية من الفوضى في الفتاوى هل المسالة ترجع إلى تزاحم الفضائيات والدعاة الجدد أم الأمر يعود الى قصور المؤسسات الدينية الرسمية في ممارسة واجباتها تجاه المجتمع ؟
المؤسسات الدينية وبالأخص الأزهر لم تقصر في واجباتها, بل المسالة تعود إلى تزاحم الفضائيات التي تتعصب الى المذهب السلفي لاعتمادها على دعم مؤيديه إضافة إلى أنها تعتمد على الربح بشكل رئيسي لذا يسعون إلى اختيار الكاريزما التي تحقق لهم ذلك ,وهناك علماء أجلاء ودعاة أفاضل يمتلكون العلم لكنهم يتعففون على طلب ذلك أو فرض أنفسهم على تلك الفضائيات, ام الدعاة الجدد فانا من المرحبين بهم وخاصة عمرو خالد الذي أكن له كل احترام وتقدير على المجهود الطيب والرائع الذي يساعدنا في تحقيق مهامنا ورسالتنا.

* هل تسعى سعاد صالح إلى أن تكون شيخ الأزهر, وما رأي الدين في تولي المرأة رئاسة الدولة أو الأعمال القيادية في المجتمع؟

أنا لا أسعى إلى تولي هذا المنصب على الإطلاق ولم أسعى من قبل, لكن هذا لا يبرر ان الدين يحرم ذلك, بل إن الدين يجيزه كما انه يجيز تولي المرأة لقيادة الدولة في عصرنا هذا ولما قد اشترط الفقهاء الذكورية في تولي القيادة فإنما كان المقصود بها تعيين خليفة واحد للمسلمين أو الإمامة العامة وقد انقرض ذلك منذ انتهاء الخلافة العثمانية ووجود الأنظمة والدول, ومن هنا لو توفرت الشروط والكفاءة في المرأة واختارها الشعب فلا مانع في ذلك بشرط التزامها بالدستور, ولا أظن أن ذلك سيكون في مجتمعاتنا لأنه مجتمع ذكوري ولا يفي عاداتنا وتقاليدنا وهو ما يصعب تحقيقه في هذا الوقت.

*من هي سعاد صالح الإنسانة وكيف اتسمت علاقتها بالزوج رحمه الله وبالأسرة؟

علاقتي بزوجي كانت تطبيقا للاية الكريمة" وهو الذي أنشاكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع" وكان بفضل الله استقرار واستيداع في الأسرار وكان كل منا لباس للآخر وسرا للآخر وكان هناك الاحترام والتقدير المتبادل والعاطفة الجميلة التي انعكست على جو البيت لذا نشا الأبناء في جو صحي فالذكور اقتدوا بالاب والإناث اقتدين بالأم والحمد لله.