الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

جمال الشاعر: كذا مذا تعبيرا عن الواقع الملتبس وغياب الديمقراطية


القاهرة - محمد علاء الدين

لم أتوجه إليه على انه جمال الإعلامي الذي تعودنا على برامجه منذ أن كنا صغارا,بل استدعاني جمال الأديب خاصة وقد استوقفني اسم مؤلفه الجديد"كذا مذا",وبصدق لم أتفهم في البداية غايته وراء تسمية عمله بهذا الاسم تحديدا هذا سبب
وبصراحة مطلقة هناك سبب آخر منذ فترة وهو يراودني وبالفعل استقطبني لهذا اللقاء وهذا السبب الحملة الأخيرة التي شنها على إدارة مستشفى سرطان الأطفال الجديد والتي أثارت العديد من التساؤلات المؤيدة له المعارضة له أيضا.
لهذين السببين وأخرى أجرينا حوارنا مع الإعلامي الكبير والأديب أيضا جمال الشاعر محاولة منا لتسجيل شهادته على الواقع الثقافي في مصر بصفته رئيسا لقناة النيل الثقافية وتأكيدا منا على مبدأ الشفافية في ضوء الحملات والانتقادات الأخيرة منه لإدارة مستشفى سرطان الأطفال خاصة وأننا كان لنا سبقا في إجراء حوارا مع صاحب فكرة المستشفى الذي يحتل حاليا مديرا لإدارة البحوث والتدريب والعلاقات الخارجية فيها.
بداية نهنئك على آخر أعمالك "كذا مذا",لماذا أسميته هكذا, وهل تعاني أعمالك الأدبية تجاهل النقاد,؟
بداية أشكرك على تلك التهنئة الرقيقة,وأوضح لك أن اختيار عنوان الكتاب جاء تعبيرا عن الواقع الملتبس وحالة حوار "الطرشان" التي لا تأتي بنتيجة فهي تعبر عن افتقاد الديمقراطية في المشهد السياسي والاجتماعي بطريقة معاصرة,تعبر عن حالة اليأس لدى المصري بن البلد من أن يحاور الكبار ويقول لنفسه لا جدوى من الحوار "إذا قلنا لهم كذا.. قالوا مذا وإذا سألناهم مذا ماذا؟ قالوا مذا مذا واذا قلنا لهم ما هذا ؟ قالوا.. هو ذا وإذا قلنا لهم لماذا؟ قالوا هكذا وإذا سألناهم لم ومتى وما وأين وكيف ذا؟ قالوا.. كذا مذا وإذا قلنا لهم اهكذا قالوا لنا نعم يا أولاد كذا", لكني اختلف معك في أن أعمالي تعاني من تجاهل النقاد خاصة وان الشاعر الكبير "فاروق جويدة" هو أول من قدم لأعمالي لكني اعترف أني مقصر في حق نفسي كشاعر,إضافة إلى أن المجتمع تعود على "جمال الشاعر" الإعلامي الملقي ولم يتعودوا على جمال الشاعر الأديب والكاتب.

2- بصفتك من المطلعين على المشهد الثقافي من حيث موقعك كرئيس لقناة النيل الثقافية,ما رأيك في الوضع الثقافي الحالي في مصر,هل ترى أن القناة تقوم بدورها على أكمل وجه في نشر الثقافة بين كافة أطراف المجتمع, وما هو أبرز ما يحسب لها ؟

أرى بدوري أن المشهد الثقافي يعاني ما يعانيه المشهد السياسي بمعنى أنه ليس لدينا في المؤسسات الثقافية مبدأ تداول السلطة أيضا إلى جانب حالة الاستحواذ من كبار المشهد الثقافي والاحتكارات الكبرى مثل احتكارات السوق السياسي والاقتصادي بمجموعة بعينها على حساب الأجيال التالية وغياب للصف الثاني من المبدعين والثالث وعدم الاحتفاء بالتجارب الإبداعية الجديدة وآخرها ظاهرة المدونات,
وعن دور القناة بالطبع لا تقوم على نشر الثقافة لان طموحاتنا اكبر من الواقع والإمكانيات لا تكفي لذلك ومفهوم الثقافة اشمل من مفهوم الأديب والكاتب والكتب الأكثر مبيعا في العالم الآن هي كتب المطبخ وتنسيق الزهور وتعليم الزراعة والنجارة والسباكة ودع القلق وابدأ الحياة وكيف تصبح مليونيرا,كل هذا في رأيي جزءا من الثقافة "وقل لي ماذا تأكل اقل لك من أنت" لذا لا تستطيع القناة الثقافية أن تناقش اظهر النظريات الحديثة "لهيبر ماس" و"جاك دريد",فالاقتصاد ثقافة والقانون ثقافة , وتجميل الميادين وتحسين الظروف البيئية ثقافة,وأنا أرى أن القناة ومثلها الكثير في احتياج إلى أموال واعتمادات مالية كبيرة وإدارة غير تقليدية والقضية هي الكيف وليست الكم.
3- لماذا لم تقدم على تقديم أعمالا أدبية وبرامج متخصصة تساعد على تربية وتثقيف الطفل العربي, خاصة وأن إحدى محاولاتك التي قدمتها تحت عنوان "العصافير تسألني" قد لاقت نتائج ايجابية وأفصحت عن إعجاب الأطفال أنفسهم والمربين أيضا؟

أنا من الأشخاص الذين يؤمنون ان تغيير المجتمع يبدأ من الطفل وقديما قال بيكاسو "ثلاث دقائق في الرسم والشخبطة مع الأطفال تساوي خبرة سنين في أعتى الأكاديميات الفنية",فعالم الأطفال عالم ساحر لان الطفل بطبيعته متجرئ على اللغة ولديه خيال جامح للطيران والتحليق في عالم الأساطير وكثيرا تمنيت أن أقدم الكثير لهم, لكني ترددت من أن تلاحقني قناة النيل للأسرة والطفل قضائيا بتهمة الاعتداء على مسئولياتها في التخصص,لكن هذا لا يمنع أقوم من أن أقوم بإعداد العديد من البرامج التي ستخرج إلى النور قريبا, وقد تأخرت فعلا في الكتابة والإنتاج للطفل ولكن سؤالك هذا حمسني لإعادة التفكير بالتعجيل بالقيام ذلك.

4- حملاتك الأخيرة المتعددة على القائمين على مشروع مستشفى 57357 لسرطان الأطفال خاصة الدكتور شريف أبو النجا صاحب فكرة المستشفى لفتت الانتباه,ما سر تلك الحملات ولماذا كرست اهتماماتك لطرح تساؤلات عدة حول هذا المشروع الذي اعتبر من الكثيرين ناجحا,مع وجود مشاريع أخرى أهدر فيها الكثير من المال العام والتبرعات ولم تأتي بنتيجة واحدة إيجابية؟

4- أنا أرفض شخصنة الموضوع واختزال القضية في أشخاص والهدف من مقالاتي هو إنقاذ عشرات الآلاف من أطفال مرضى السرطان وإتاحة الفرصة لعلاجهم بشكل سريع وفعال بعيد ا عن الأبهة والفخفخة ,والمعادلة بسيطة جدا مليار جنيه وثلاثون سريرا فقط ومسالة وجود 180 سرير لا أساس لها من الصحة,إضافة إلى وجود 250 ألف مريض بالسرطان بالإضافة إلى 8500 مريض سنويا حسب ما أورده المتخصصون والمليار جنيه تم جمعها لإنقاذ هؤلاء والأطفال يموتون كل يوم وأنا اعرف حالات لم يجدوا سريرا في مستشفى المليار بحجة أنهم لا يقبلون "مريضا قديما" وهناك من المرضى من يدفع كل أسبوع 5000 جنيه.
أما مستشفيات الأقاليم في الوجه البحري والصعيد فحدث ولا حرج يموتون كل يوم دون علاج في حين أن هناك نصف مليار فائض يمكن توجيهها إلى بناء مستشفى في الصعيد والدلتا إلى "الغلابة",وأنا مواطن مصري قبل أن أكون كاتبا ومثقفا ,كما لم اقل أن الموضوع فاشل بالعكس فكرة المشروع رائعة ورسالته إنسانية نبيلة لكن ما اعترض عليه هو كيفية إدارة أموال التبرعات, لقد أتى إلي أناس في برنامج "بين الناس" وصدمت وتعذبت كثيرا مع الأهالي الذين لم يجدوا فرصة للعلاج إلى جانب أن دور المثقف هو دور إنساني واجتماعي قبل ان يكون نخبويا ومعادلتي واضحة"مليار جنيه و30 سرير"

5- في حوار أجريناه سابقا معه ذكر الدكتور شريف أبو النجا انك اعتمدت على بيانات متضاربة وغير صحيحة في حملاتك الأخيرة عليه إلى جانب انه أكد أن الكرة الزجاجية محل النقد مرحلة من مراحل علاج المريض, رواتب الأطباء العالية بناءا على تميزهم وتفرغهم, ماردك على ذلك ؟

انا أحيلك إلى الدكتور "رأفت المهندس" المعماري الشهير لكي يخبرك حجم التكاليف الباهظة التي أنفقت وكان لابد أن توجه إلى علاج الأطفال, فقد وصلت تكلفة الكرة الزجاجية إلى 3 مليون والأشرعة أيضا 3 مليون و6 مليون تكفي إلى علاج مائتي طفل
ولدي سؤال المقعد "الفرست كلاس" الفخم الذي لم أره في أحدث وأغلي طائرات العالم ورايته في المستشفى هل سيخفف عن المريض ألمه؟! أيها السادة اتقوا الله فينا ولا تقلدوا أمريكا بعماء ولا تحولوا المستشفى إلى مزار سياحي واتقوا الله في أطفال مصر وأقيموا لهم مستشفيات عملية ونظيفة وبسيطة التكاليف, تحضرني الآن تجربة الهند وكوبا وماليزيا التي لم تهتم بالفخفخة والابهة والسيراميك الاسباني والكرة الزجاجية.
لقد اهتموا بالشكل على حساب المضمون وتحولت الرسالة النبيلة إلى طموحات شخصية وحالة من التباهي الزائف و"يا فرحتي" عندما يقولون أن المستشفى أفخم من مستشفى "منفس" في أمريكا واذكر السادة أصحاب المشروع أنهم بداوا الحملة تحت شعار "تبرع ولو بجنيه" هذا المستشفى خيري وليس منحة من المعونة الأمريكية نتفنن في كيفية إدارتها وأنا اعلم أولاد وبنات ادخروا من مصروفهم الشخصي 20 و 30 و50 جنيه للمساعدة وهم في اشد الاحتياج إليها وارى أن تتعلم المستشفى من تجربة الدكتور محمد غنيم صاحب مستشفى الكلي في المنصورة في كيفية إدارة ونظافة المستشفى وتحديد رواتب الأطباء التي على الرغم من قلتها إلا أنها مصدر سعادة لأصحابها لأنهم يدركون أنهم أصحاب رسالة.
وبشان اعتراضي على الرواتب العالية فالحقيقة أن الأطباء الذي أكد لنا الدكتور شريف أنهم متفرغون تماما إلى مستشفى الأطفال يعملون الى الساعة الخامسة فقط ثم يقومون بالعمل في مستشفيات أخرى كمستشفى "KIDS" والسلام الدولي.
النقطة الثانية انا افهم ان من يتصدى الى مشروع خيري الا يتعامل بشكل استثماي او بمنطق البيزنس مان فليذهب الى المستشفيات الاستثمالاية وليدع ادارة المستشفى للاطباء اصحاب الرسالة وانا اسال ماذا سيفعلون بنصف المليار المتبقين معهم البواناقية من تبرعاتهم ومستشفى الكبد في المنصورة يحتاج الى 50 مليون فقط واناشدهم الى تحويل ما تحتاجه تلك المستشفى

6- في احد أعمالك وتحديدا " احجز مقعدك في الجنة" أشرت إلى انه يجب الانتقال من خانة النقل إلى خانة العقل مع مناداتك بالترجمة, كيف تفسر هذا التناقض ؟

ما قصدته هو فتح باب الاجتهاد مع هذا العصر الحديث ومعطياته وعدم الاعتماد على الآراء لقديمة والاهتمام بالترجمة الفكر العالمي الذي هو العمود الفقري للنهضة والعصر العباسي قد وصل إلى تلك النهضة بفضل حركة الترجمة وارى أننا نحتاج إلى الانفتاح إلى العالم كله بعيدا عن العلمانية التي لا تتفق مع ديننا وعاداتنا,كما أننا نحتاج أيضا إلى الانفتاح التكنولوجي الذي يعتبر عصب الأمم في الوقت الحالي

7- مؤخرا تقدم ستة مواطنين بدعوى ضدك وضد سوزان حسن رئيس التليفزيون وإحدى المؤسسات الإعلامية السعودية يذكرون فيها أنهم لم يحصلوا على جائزة الحج هذا العام عبر فوزهم بجائزة برنامج "الجائزة الكبرى" مؤكدين انه يهدف إلى الربح فقط, وضح لنا ملابسات الدعوى ؟

هناك لبسا لا بد من توضيحه وهو ان الشركة السعودية لم توفي بالتزامها تجاه بعض الفائزين فالدعوى على الشركة و ليست ضد التليفزيون ومع ذلك قابلت السفير السعودي أكثر من مرة وأبلغته شكوى الفائزين وعدم حصولهم على الجائزة و هو الآن يتابع الموضوع للحصول على حق الفائزين أو المتعاقدة أصلا مع اتحاد الإذاعة والقطاع الاقتصادي.

8- ماذا الذي تحب أن تختم به حديثك؟

أريد أن أقول جملة واحدة " أي تقدم على جثة الفقراء باطل".


هناك 6 تعليقات:

Unknown يقول...

حرية
يسعدنى قراءتى لحواراتك الصحفيه
ويسعدنى وجودى فى هذه المدونه الاكثر من رائعه بداية
اكمل مشوارك
ولكن حاولت كثيرا الوصول لايميلك الخاص وللأسف لم احصل عليه
اردت فقط ان التقط من ولو عبارات عن اشياء تدور بفكرى خاصة انك اقرب منى لقلب الحياه

أختك
بنت الشمس

حرية يقول...

ميرسي يا افندم على ذوقك وانا سعيد بده ويضيف الي هذا الراي وانا بعتلك الميل على مدونتك وتشرفيني في اي وقت

:)

اقصوصه يقول...

لقاء جميل

جزاك الله خير

على الجهد المبذول:)

موناليزا يقول...

اشكرك جدا يا استاذ محمد على ذكر الرابط لى
ولى رجاء خاص بذكر اسمى بجوار اسم مدونتى حتى لايختلط الامر
أو ذكر رابط مدونتى فى نهاية الموضوع
ولك منى جزيل الشكر

Dr. Ibrahim يقول...

لقاء جميل وأسئلةواجوبة تعكس الحال الموجود عليها المجتمع من فساد ...

د إبراهيم

اهل المسك يقول...

شكرا على اللقاء الجميل مع الانسان الرائع جمال الشاعر